باختصار وبالمباشر ومن دون مقدمات، بات واضحاً ان ترامب ينوي توجيه ضربات جوية مدمرة للمنشآت النووية الإيرانية لأنه يدرك تماماً ان خليفته (بايدن) سيرفع العقوبات عنها أو يخففها، وسيعود الى تفعيل ملفها النووي.

من هنا يسعى (ترامب) لضرب عصفورين بحجر:-

☠️ أولاً: الخروج من البيت الأبيض بصورة (المنتصر) القادر على الانتقام من إيران المعادية لإسرائيل، وبما يتيح لمريديه ومؤيديه في أمريكا وحلفاءه في المنطقة الالتفاف حوله ودعمه في الانتخابات التي سيخوضها عام ٢٠٢٤ (هذا إن ظل على قيد الحياة بعد أربع سنوات).

☠️ ثانياً: زرع الألغام في طريق خصمه (بايدن) الذي سيجد نفسه في أوضاع لا يُحسد عليها وهو يواجه أزمات مفتعلة يصعب الخروج منها.

تجدر الإشارة ان ارسال القاذفة (B- 52) الى الشرق الأوسط وبالتزامن مع زيارة (بومبيو) للبلدان الحاضنة للقواعد الحربية الأمريكية، تحمل أكثر من إشارة تفصح عن النوايا الشريرة التي باتت وشيكة الوقوع، سيما ان هذه القاذفة العملاقة ليست طائرة إستعراضية وصلت في هذا التوقيت بالذات لكي تلتقط الصور وتقوم بالمسح الجوي ثم تعود أدراجها الى أمريكا.

من هنا نرى ان (ترامب) يخطط الآن لتفجير البراكين التي يظن واهماً انها ستمهد له طريق العودة ثانية الى البيت الأبيض، فهو يمني نفسه منذ زمن بعيد بحمل صولجان حروب (الهرمجدون) الخرافية التي ظلت عالقة في ذهنه وفي أذهان المنظمات الظلامية منذ عشرات القرون.

لا شك ان (ترامب) لجأ لسحب قواته البرية من أماكن تواجدها في المنطقة لأنه يدرك أيضا ان هذه القوات ستتعرض لضربات قاصمة، وهذا ما لا يريده في المرحلة الراهنة حتى لا يتعرض للانتقادات والإهانة من ذوي الضحايا.

ختاما نقول: لعل من أبرز ما يعانيه العالم هذه الأيام هو الطغيان والظلم والجبروت المتمثل بنماذج مكرورة من الطغاة والمتألهين، ممن يعيدون الى الذاكرة قصص الفرعون والنمرود ونيرون.

اللهم أكفنا شرهم...