28
أغسطس
2020
هاشم كاطع.... يسبر أغوار الترجمة بتفكيره النقدي
نشر منذ Aug 28 20 am31 10:58 AM - عدد المشاهدات : 835

البصرة / المرسى نيوز / سهاد عبد الرزاق 

 تعد الترجمة ثقافة وحضارة وتواصل على ما أنجزته الشعوب في سبيل تقدم الإنسانية. فهي وسيلة فعالة تمثل صلة مباشرة بين الحضارات في جميع آلات، وأداة تعبير عن قوة امتع في استيعاب هذه المعارف، وهي سبيل لا غنى عنه في سبيل نشر الثقافة. لقد كانت من أهم وسائل الانتقال الفكري والمعرفي بين مختلف شعوب العالم على مر العصور.

وكان من أهم أسباب تقدم العرب، وتطورهم في عهد الإمبراطورية العربية الإسلامية، قيامهم بالتعرف إلى ثقافات الشعوب التي سبقتهم، وذاك بواسطة الترجمة. أما الحضارة الإسلامية في الأندلس فقد كانت أهم موروث أخذه الأوروبيون عندما أقبلوا عليها بالترجمة والنقل، وصارت فيما بعد دافعا لهم ليعكفوا على دراسة لغات الشرق وتاريخه وآدابه ودينه في الحركة الواسعة التي عرفت بالاستشراق .

وذكرت الدراسات التي أقيمت حول دور الترجمة إن للترجمة دوراً في تسيير التنمية البشر ية، كالتبادل التجاري، وإشاعة كبيرا  المعرفة العلمية، ونقل التكنولوجيا وغيرها من العمليات الضرورية، للاستفادة من علوم الآخر وتقنياته في تحقيق التنمية الهادفة إلى ترقية حياة ألإنسان فهي إذا وللترجمة في هذا ً أداة للتنمية. السياق دور ثلاثي الأبعاد: لغوى ومعرفي وفكري وهي أبعاد مترابطة في حلقة متسلسلة متكاملة يؤدي احدها إلى الآخر في علاقة خطية دائرية. أما دور الترجمة اللغوي، فلا ينحصر في إيجاد مقابلات عربية لمصطلحات علمية جديدة، بل يتعداه إلى التأثير في تطوير اللغة دلاليا وتركيبيا، وقد أفردت بحوثا ودراسات عدة لهذا الأثر، وما زال الأمر يستحق المزيد، نظرا للأهمية البالغة في عملية التطور اللغوي. وأما دورها المعرفي، فيتجلى في نقل المعارف ونتاج الفكر العلمي والأدبي والثقافي عند اللغات والحضارات الأخرى، وهذا يقتضي التعريف بالمفاهيم والرؤى الجديدة، وذكر دلالات المعاصر ة بدقة، وشرحها دون لبس ضمن سياقها النصي وسياقها الفكري العام. ولا تستقي الترجمة أهميتها من كونها تأتي بمصطلحات جديدة في شتى حقول العلم والمعرفة، وإنما لكونها ناقلة للمفاهيم عن طريق شرح دلالات تلك المصطلحات وإدراج مدلولاتها في المنظومة الفكرية العربية. فاستيعاب المصطلحات وتراكيب اصطلاحية جديدة، وإيجاد مقابلات عربية لها وشرح دلالاتها وتيسير تداولها يؤدي إلى رفد الفكر العربي بمفاهيم محدثة وممارسات جديدة كانت غائبة أو مغيبة، وتوجيهه للعمل وفق منهجية محددة، ومن ثم خلق واقع فكري  وسلوكي جديد ينهض بالحاضر ويؤسس للمستقبل . 

ومن اهم الكتب التي جسدت علاقة الترجمة بنقل الثقافات والدراسات في عام 2020 هو كتاب ( أنواع التفكير ) الذي صدر عن دار الجنوب للطباعة والنشر هاشم كاطع حيث يحتوي الكتاب على 25 مقالة مترجمة تناولت التفكير من زوايا مختلفة من جانب كتاب وباحثين من مختلف التوجهات والجنسيات والتجارب الحياتية . كما ضم الكتاب مقدمة موسعة للتوطئة لهذا الموضوع الهام ، وتجدر الاشارة هنا الى ان المترجم اختار مقالات ميسرة ليتسنى لكل أنواع القراء وعلى اختلاف الغرض من القراءة  استيعابها . 

 وقال مؤلف الكتاب هاشم كاطع أستاذ الترجمة في جامعة البصرة حول الكتاب" : (جاءت فكرة ترجمة كتاب عن التفكير وأنواعه من جراء اهتمامي بمفهوم الفكر والتفكير الذي أرتبط بتاريخ الإنسان منذ بدء الخليقة وازداد أهمية بتطور عجلة التاريخ لكون التفكير غدا أداة فاعلة وأساسية للذهاب عميقا في المعرفة الإنسانية " مبينا " ويعتبر التفكير وسيلة هامة لتنمية شخصية الانسان وتأهيلها وجعله مقتدر على حل المشاكل التي تواجهه .

ومن بين أنماط التفكير المختلفة يحظى التفكير النقدي بأهمية خاصة لكونه يمثل عملية منظمة يتم من خلالها تحليل المعلومات وتطبيقها وتقييمها من خلال الملاحظة والمراقبة والتجربة والتفكير المتواصل  ، مشيرا هو يعين المرء على طرح التساؤلات المختلفة لدى القراءة وخاصة مطالعة النصوص الأدبية والفكرية والفلسفية .

وتابع كاظع " وفي وقتنا الحاضر بدأ التفكير النقدي يشكل حجر الزاوية للأنظمة التعليمية والمناهج الدراسية في الدول المتقدمة والمتحضرة على وجه الخصوص . ومن كل ذلك جاءت فكرة هذا الكتاب . ) 

يشار الى ان الاستاذ هاشم كاطع لازم عراقي الجنسية  1951مواليد ، وحاصل على ماجستير لغة انكليزية .

أستاذ مساعد في قسم الترجمة ـ كلية الآداب ـ جامعة البصرة ـ مدير مركز اللغات الحية بكلية الآداب ـ جامعة البصرة قام بتدريس اللغة الانجليزية، لغة وأدبا وترجمة، في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب ـ جامعة البصرة منذ عام 1981 ومن ثم التدريس بكليتي التربية والآداب بجامعة الفاتح في ليبيا منذ عام 1998 وبعدها بكليتي اللغات الأجنبية والترجمة والإعلام بجامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا بدولة الإمارات العربية المتحدة اعتبارا من عام 2004. ويشمل التدريس الدراسات الأولية (البكالوريوس) والدراسات العليا (الماجستير) حيث

أشرفت على عدة طلبة ماجستير فيما كنت أحد أعضاء لجان المناقشة لطلبة آخرين ، كما نشرت العديد من البحوث في مجلات علمية محكّمة.

وله خبرة طويلة في العمل في ميدان الترجمة حيث نشرت أربعة كتب مترجمة إلى اللغة العربية كما نشرت المئات من المقالات والقطع والنصوص الأدبية المترجمة في العديد من الصحف والمجلات العراقية والعربية ومنها مجلة المنال. كما عملت في مجال الصحافة والإعلام والعلاقات العامة وكذلك الترجمة في مراكز البحوث والدراسات في العراق وليبيا ودولة الإمارات العربية المتحدة./ انتهى

 

 

 


صور مرفقة






أخبار متعلقة
تابعنا على الفيس بوك
استطلاع رأى

عدد الأصوات : 0

أخبار